مزيكا ”دين الحب ”
الأكثر مشاهدة
ترجع الموسيقى الصوفية و أغانيها إلى عصر مولانا جلال الدين الرومي في القرن الثاني عشر من الميلاد ،بالتحديد عندما التقي مولانا بالدرويش الجوال شمس التبريزي في العام 1244 و استحوذ على روح مولانا و مشاعره من خلال "خلوة"
دامت اربعين يوماً اعتزلا فيها العالم منقطعين إلى العالم الروحي ،وبلغ من تأثير "شمس تبريزي" أنه استحوذ على روح الرومي ومشاعره ولم يعد يصبر عنه، مما دفع مريديه، كما أُشيع، إلى اغتياله سنة 1247 م
و بعد إختفاء شمس التربيزي أنشأ الرومي حفلاً موسيقياً روحيًا عُرف بـ " السماع" ، و يُعد السماع أو" الرقص الكوني للدراويش الدوارين " من أشهر فنون الطريقة المولوية ، يرتدي الراقصون خلال الرقص ثياب ذات طقوس بذاتها لها رمزيتها الخاصة ، فالثياب البيض ترمز إلى بياض الكفن و المعاطف السود ترمز إلى القبر و القبعة "قلنسوة اللباد" ترمز إلى شاهد القبر و البساط الأحمر يرمز إلى لون الشمس الغاربة والدورات الثلاث حول باحة الرقص ترمز إلى الأشواط الثلاثة في التقرب إلى الله، وهي: طريق العلم والطريق إلى الرؤية والطريق إلى الوصال؛ وسقوط المعاطف السود يعني الخلاص والتطهر من الدنيا؛ وتذكِّر الطبول بالنفخ في الصُّور يوم القيامة؛ ودائرة الراقصين تُقسَم على نصفَي دائرة، يمثل أحدهما قوس النزول أو انغماس الروح في المادة، ويمثل الآخر قوس الصعود أي صعود الروح إلى بارئها؛ ويمثل دوران الشيخ حول مركز الدائرة الشمس وشعاعها؛ أما حركة الدراويش حول الباحة فتمثل القانون الكوني ودوران الكواكب حول الشمس وحول مركزه
ومن القرن الثالث عشر الى القرن الواحد والعشرون أخذ المغنيون المهتمون بالطريقة الصوفية الى اتباعها في موسيقاهم المعاصرة ، فبرعوا في تجديدها و استمرارها رغم تطور الأشكال الموسيقية و اختلاف الذوق العام عن القرن الثالث عشر ، و لكن يبقى الحب الذي تتغنى به موسيقى الصوفيين باقية رغم رحيل صانعيها ، و الروح التي تحملها الموسيقى الصوفية خالدة في قلوب محبيها رغم تفاوت القرون
فرقة ابن عربي للسماع الصوفي
انبثقت فرقة ابن عربي من مدينة طنجة بشمال المغرب ، تحديداً من قلب الزاوية "الصديقية الدرقاوية " هي واحدة من أشهر زوايا المغرب علمًا و تصوفًا و محافظة على السماع ، و تنشر الفرقة فكر الإمام الأكبر محيي الدين ابن عربي و ذلك من خلال إحياء الموسيقى الصوفية الأصلية التي كانت معروفة آن ذاك ،بغناء أشعار كبارا لمتصوفين الأندلسيين و المغاربة و المشارقة
تأسست الفرقة عام 1993 م ، و منشئها هو المايسترو "أحمد الخليع " حاصل على درجة الدكتوراه في التصوف والموسيقى الروحية من جامعة السوربون الفرنسية وعازف قانون من الطراز الأول ، و الفرق تتكون من خمسة عازفين منشد الفرقة عبد الله المنصور وعازف العود هارون تبول، وعازف الناي عبدالواحد الصنهاجي، والإيراني كيفان شميراني، وأسامة الخليع
و سعت الفرقة لأن تتخطى الموسيقى الصوفية حدود المحلية في المغرب و شمال افريقيا و هي أكثر المجتمعات تأثرا بالموسيقى الصوفية ،إلى العالمية و تخطي الحدود الجغرافية بعيداً عن المغرب ، فأحيت الفرقة حفلات موسيقية دولية منها مهرجان نيودلهي للموسيقى الروحية بالهند، ومهرجان سرفنتينو بالمكسيك، ومسرح المدينة، ومعهد العالم العربي بباريس، ومهرجان ببوتا بكولومبيا.
يس التهامي
في قرية الحواتكة بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط بالصعيد و في السادس من ديسمبر ولد الشيخ يس التهامي ، وسط أجواء دينية و عائلة محافظة و لم تكن تلك أجواء منزله فقط بل إنه الطابع العام لأجواء القرية ككل ، كان واله الشيخ تهامي حسنين من الصالحين
عاش الشيخ ياسين في جو معطر بالذكر والنفحات الصوفية وتعرف خلال هذه الفترة على عمالقة الشعر الصوفي أمثال عمر بن الفارض ومنصور الحلاج ومحيي الدين بن عربي وغيرهم، وكان لهذا أكبر الأثر في ولوجه باب الشعر الصوفي منشداً فيما بعد
واستطاع الشيخ ياسين الارتقاء بالإنشاد الديني الشعبي من الأسلوب الدارج والكلمات العامية إلى تطعيمه بأرقى وأجمل ألوان الشعر الصوفي الفصيح لعمالقة الشعر
زيـن محمود
توفي أخيه الأكبر الذي كان مداحًأ فاضطر زين محمود الا أن يحل محله في المديح ترك المدرسة و هو في الثالثة عشر عمره ، الا أن حلمه كان دائما أكبر من المديح حيث كان يفكر في الانشاد الصوفي و الغناء الشعبي و فن الموال
و عام 1992 حدث ما غير مسار حياة الشيخ زين محمود ، حيث استعانت احدى الفرق بزين محمود ليكون منشداً دينيا في مسرحية " تغريبة عبد الرازق " التي عرضت في بلده "بني مزار" ، و هناك كان حسن الجريتلي مدير فرقة الورشة ، فعرض على زين ان يذهب معه إلى القاهرة ليعمل معه في الفرقة ، و اجتهد الجريتلي فيتدريبه و تقديمه الى أشهر مدربي الصوتيات في مصر
.و من هنا شارك زين في عروض مختلفة مع "حسن الجريتلي"، في الورشة و سطع نجمه في الانشاد الديني و الغناء الصوفي
الكاتب
نورهان سمير
الأحد ٢٨ فبراير ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا